سورة إبراهيم
  وُجُوهِهِمْ} لأن الوجه أعز موضع في ظاهر البدن وأشرفه، كالقلب في باطنه، ولذلك قال {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} وقرئ: وتغشى وجوههم، بمعنى تتغشى: أى يفعل بالمجرمين ما يفعل {لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ} مجرمة {ما كَسَبَتْ} أو كل نفس من مجرمة ومطيعة لأنه إذا عاقب المجرمين لإجرامهم على أنه يثيب المطيعين لطاعتهم.
  {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ٥٢}
  {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ} كفاية في التذكير والمواعظة، يعنى بهذا ما وصفه من قوله {فَلا تَحْسَبَنَ} إلى قوله {سَرِيعُ الْحِسابِ}. {وَلِيُنْذَرُوا} معطوف على محذوف، أى لينصحوا ولينذروا {بِهِ} بهذا البلاغ. وقرئ: ولينذروا، بفتح الياء، من نذر به إذا علمه واستعدّ له {وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ} لأنهم إذا خافوا ما أنذروا به، دعتهم المخافة إلى النظر حتى يتوصلوا إلى التوحيد، لأنّ الخشية أمّ الخير كله.
  عن رسول الله ÷ «من قرأ سورة إبراهيم أُعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل من عبد الأصنام وعدد من لم يعبد»