الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الزلزلة

صفحة 783 - الجزء 4

  بالهمز، والقرّاء على التخفيف. والنبىّ، والبرية: مما استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل وقرئ: خيار البرية: جمع خير، كجياد وطياب: في جمع جيد وطيب.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ لم يكن كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقبلا».

سورة الزلزلة

  مدنية وقيل مكية، وآياتها ٨ [نزلت بعد النساء]

  

  {إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها ١ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها ٢ وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ٣ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ٤ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها ٥ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ ٦ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}

  {زِلْزالَها} قرئ بكسر الزاى وفتحها، فالمكسور مصدر، والمفتوح: اسم، وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف. فإن قلت: ما معنى زلزالها بالإضافة؟ قلت: معناه زلزالها الذي تستوجبه في الحكمة ومشيئة الله، وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده. ونحوه قولك: أكرم التقىّ إكرامه، وأهن الفاسق إهانته، تريد: ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة أو زلزالها كله وجميع ما هو ممكن منه. الأثقال: جمع ثقل. وهو متاع البيت، وتحمل أثقالكم جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالا لها {وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها} زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء، فيقولون ذلك