الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الذاريات

صفحة 394 - الجزء 4

  بوال عليهم تجبرهم على الإيمان. وعلى بمنزلته في قولك: هو عليهم، إذا كان واليهم ومالك أمرهم {مَنْ يَخافُ وَعِيدِ} كقوله تعالى {إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها} لأنه لا ينفع إلا فيه دون المصر على الكفر.

  عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «من قرأ سورة ق هوّن الله عليه تارات الموت وسكراته».

سورة الذاريات

  مكية وآياتها ٦٠ [نزلت بعد الأحقاف]

  

  {وَالذَّارِياتِ ذَرْواً ١ فَالْحامِلاتِ وِقْراً ٢ فَالْجارِياتِ يُسْراً ٣ فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً ٤ إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ ٥ وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ ٦}

  {وَالذَّارِياتِ} الرياح لأنها تذرو التراب وغيره. قال الله تعالى: {تَذْرُوهُ الرِّياحُ} وقرئ بإدغام التاء في الذال {فَالْحامِلاتِ وِقْراً} السحاب، لأنها تحمل المطر. وقرئ: وقرأ، بفتح الواو على تسمية المحمول بالمصدر. أو على إيقاعه موقع حملا {فَالْجارِياتِ يُسْراً} الفلك. ومعنى {يُسْراً}: جريا ذا يسر، أى ذا سهولة {فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً} الملائكة، لأنها تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها. أو تفعل التقسيم مأمورة بذلك. وعن مجاهد: تتولى تقسيم أمر العباد: جبريل للغلظة، وميكائيل للرحمة. وملك الموت لقبض الأرواح، وإسرافيل للنفخ. وعن علىّ ¥ أنه قال وهو على المنبر: سلوني قبل أن لا تسألونى، ولن تسألوا بعدي مثلي، فقام ابن الكوّاء فقال: ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح. قال: فالحاملات وقرا؟