الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الليل

صفحة 761 - الجزء 4

  تستأثروا بها عليها {فَكَذَّبُوهُ} فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ} فأطلق عليهم العذاب، وهو من تكرير قولهم: ناقة مدمومة: إذا ألبسها الشجم {بِذَنْبِهِمْ} بسبب ذنبهم. وفيه إنذار عظيم بعاقبة الذنب، فعلى كل مذنب أن يعتبر ويحذر {فَسَوَّاها} الضمير للدمدمة، أى: فسوّاها ببنهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم {وَلا يَخافُ عُقْباها} أى عاقبتها وتبعتها، كما يخاف كل معاقب من الملوك فيبقى بعض الإبقاء. ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى: فسواها بالأرض. أو في الهلاك، ولا يخاف عقبى هلاكها. وفي مصاحف أهل المدينة والشأم: فلا يخاف. وفي قراءة النبي ÷: ولم يخف. عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة الشمس، فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر».

سورة الليل

  مكية، وآياتها ٢١ «نزلت بعد الأعلى»

  

  {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى ١ وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى ٢ وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ٣ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ٤}

  المغشى: إما الشمس من قوله {وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها} وإما النهار من قوله {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ} وإما كل شيء يواريه بظلامه من قوله {إِذا وَقَبَ}. {تَجَلَّى} ظهر بزوال ظلمة الليل. أو تبين وتكشف بطلوع الشمس {وَما خَلَقَ} والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد. وقبل: هما آدم # وحواء. وفي قراءة النبي ÷: والذكر والأنثى. وقرأ ابن مسعود: والذي خلق الذكر والأنثى.