الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة البلد

صفحة 753 - الجزء 4

  ومعناه: فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ ابن عباس: فادخلي في عبدى. وقرأ ابن مسعود: في جسد عبدى. وقرأ أبى: ائتى ربك راضية مرضية. ادخلى في عبدى، وقيل: نزلت في حمزة ابن عبد المطلب. وقيل: في خبيب بن عدى الذي صلبه أهل مكة وجعلوا وجهه إلى المدينة، فقال: اللهم إن كان لي عندك خير فحوّل وجهى نحو قبلتك، فحوّل الله وجهه نحوها فلم يستطع أحد أن يحوّله. والظاهر العموم.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غفر له ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نورا يوم القيامة».

سورة البلد

  مكية، وآياتها ٢٠ [نزلت بعد ق]

  

  {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ١ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ٢ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ٣ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ ٤ أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ٥ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ٦ أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ٧}

  أقسم سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الإنسان خلق مغمورا في مكابدة المشاق والشدائد، واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ} يعنى: ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحل بهذا البلد الحرام كما يستحل الصيد في غير الحرم. عن شرحبيل: يحرّمون أن يقتلوا بها صيدا ويعضدوا بها شجرة، ويستحلون إخراجك وقتلك وفيه تثبيت من رسول الله ÷، وبعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة، وتعجيب من حالهم في عداوته. أو سلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بالقسم