الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة قريش

صفحة 800 - الجزء 4

  الطوفان. وعن ابن عباس ®: من طين مطبوخ كما يطبخ الآجر. وقيل: هو معرب من سنككل. وقيل: من شديد عذابه، ورووا بيت ابن مقبل:

  ضربا تواصت به الأبطال سجّيلا

  وإنما هو سجينا، والقصيدة نونية مشهورة في ديوانه، وشبهوا بورق الزرع إذا أكل، أى: وقع فيه الأكال: وهو أن يأكله الدود. أو بتبن أكلته الدواب وراثته، ولكنه جاء على ما عليه آداب القرآن، كقوله {كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ} أو أريد: أكل حبه فبقى صفرا منه. عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ».

سورة قريش

  مكية، وآياتها ٤ «نزلت بعد التين»

  

  {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ١ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ ٢ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤}

  {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ} متعلق بقوله {فَلْيَعْبُدُوا} أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين فإن قلت: فلم دخلت الفاء؟ قلت: لما في الكلام من معنى الشرط لأن المعنى: إما لا فليعبدوه لإيلافهم،