الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة عم يتساءلون

صفحة 683 - الجزء 4

  وحيه واتباع دينه. واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة، لا يخشعون ولا يقبلون ذلك، ويصرون على استكبارهم. وقيل: ما كان على العرب أشدّ من الركوع والسجود: وقيل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله ÷ بالصلاة، فقالوا: لا نجي فإنها مسبة علينا. فقال رسول الله ÷: لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود {بَعْدَهُ} بعد القرآن، يعنى أنّ القرآن من بين الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة، فحين لم يؤمنوا به فبأى كتاب بعده {يُؤْمِنُونَ} وقرئ: تؤمنون، بالتاء. عن رسول الله ÷ «من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين»

سورة عمّ يتساءلون

  مكية، وتسمى سورة النبإ، وهي أربعون، أو إحدى وأربعون آية

  [نزلت بعد المعارج]

  

  {عَمَّ يَتَساءَلُونَ ١ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ٢ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣}

  {عَمَ} أصله عما، على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية، وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر. قال حسان رضى الله عنه:

  على ما قام يشتمني لئيم ... كخنزير تمرّغ في رماد