الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة محمد ÷

صفحة 314 - الجزء 4

  أى هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة. أو هذا تبليغ من الرسول # {فَهَلْ يُهْلَكُ} إلا الخارجون عن الاتعاظ به، والعمل بموجبه. ويدل على معنى التبليغ قراءة من قرأ: بلغ فهل يهلك: وقرئ: بلاغا، أى بلغوا بلاغا: وقرئ: يهلك، بفتح الياء وكسر اللام وفتحها، من هلك وهلك. ونهلك بالنون {إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ}.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة الأحقاف كتب له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا».

سورة محمد ÷

  مدنية عند مجاهد. وقال الضحاك وسعيد بن جبير: مكية. وهي سورة القتال

  وهي تسع وثلاثون آية. وقيل ثمان وثلاثون [نزلت بعد الحديد]

  

  {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ١ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ ٢}

  {وَصَدُّوا}. وأعرضوا وامتنعوا عن الدخول في الإسلام: أو صدّوا غيرهم عنه. قال ابن عباس رضى الله عنه: هم المطعمون يوم بدر. وعن مقاتل: كانوا اثنى عشر رجلا من أهل الشرك يصدّون الناس عن الإسلام ويأمرونهم بالكفر. وقيل: هم أهل الكتاب الذين كفروا وصدّوا من أراد منهم ومن غيرهم أن يدخل في الإسلام. وقيل: هو عامّ في كل من كفر وصدّ {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ} أبطلها وأحبطها. وحقيقته: جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها