الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة القصص

صفحة 391 - الجزء 3

سورة القصص

  مكية، [إلا من آية ٥٢ إلى غاية آية ٥٥ فمدنية، وآية ٨٥ فبالجحفة أثناء الهجرة] وآياتها ٨٨ [نزلت بعد النمل]

  

  {طسم ١ تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ٢ نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ٣}

  {مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ} مفعول نتلو، أى: نتلو عليك بعض خبرهما {بِالْحَقِ} محقين، كقوله تنبت بالدهن {لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} لمن سبق في علمنا أنه يؤمن، لأنّ التلاوة إنما تنفع هؤلاء دون غيرهم.

  {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٤}

  {إِنَّ فِرْعَوْنَ} جملة مستأنفة كالتفسير للمجمل، كأن قائلا قال: وكيف كان نبؤهما فقال: إنّ فرعون {عَلا فِي الْأَرْضِ} يعنى أرض مملكته قد طغى فيها وجاوز الحدّ في الظلم والعسف {شِيَعاً} فرقا يشيعونه على ما يريد ويطيعونه، لا يملك أحد منهم أن يلوى عنقه. قال الأعشى:

  وبلدة يرهب الجوّاب دلجتها ... حتّي تراه عليها يبتغى الشّيعا