الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة التوبة

صفحة 241 - الجزء 2

سورة التوبة

  مدنية [إلا الآيتين الأخيرتين فمكيتان]

  وآياتها ١٣٠ وقيل ١٢٩ [نزلت بعد المائدة]

  لها عدة أسماء: براءة، التوبة، المقشقشة، المبعثرة، المشردة، المخزية، الفاضحة، المثيرة، الحافرة، المنكلة، المدمدمة، سورة العذاب، لأنّ فيها التوبة على المؤمنين، وهي تقشقش من النفاق أى تبرئ منه، وتبعثر عن أسرار المنافقين تبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشرد بهم وتخزيهم وتدمدم عليهم. وعن حذيفة رضى الله عنه: إنكم تسمونها سورة التوبة، وإنما هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه. فإن قلت: هلا صدرت بآية التسمية كما في سائر السور؟ قلت: سأل عن ذلك عبد الله بن عباس عثمان ® فقال: إنّ رسول الله ÷ كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال: اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا، وتوفى رسول الله ÷ ولم يبين لنا أين نضعها، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فلذلك قرنت بينهما، وكانتا تدعيان القرينتين. وعن أبى كعب: إنما توهموا ذلك، لأنّ في الأنفال ذكر العهود وفي براءة نبذ العهود. وسئل ابن عيينة ¥ فقال: اسم الله سلام وأمان، فلا يكتب في النبذ والمحاربة، قال تعالى {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} قيل: فإنّ النبي ÷ قد كتب إلى أهل الحرب: . قال: إنما ذلك ابتداء يدعوهم ولم ينبذ إليهم، ألا تراه يقول {وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى} فمن دعى إلى الله ø فأجاب ودعى إلى الجزية فأجاب فقد اتبع الهدى، وأمّا النبذ فإنما هو البراءة