الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة القارعة

صفحة 789 - الجزء 4

  الصحف، أى: أظهر محصلا مجموعا. وقيل: ميز بين خيره وشره. ومنه قيل للمنخل: المحصل. ومعنى علمه بهم يوم القيامة: مجازاته لهم على مقادير أعمالهم، لأنّ ذلك أثر خبره بهم. وقرأ أبو السمال: إنّ ربهم بهم يومئذ خبير.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة والعاديات أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا».

سورة القارعة

  مكية، وآياتها ١١ [نزلت بعد قريش]

  

  {الْقارِعَةُ ١ مَا الْقارِعَةُ ٢ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ ٣ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ ٤ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ٥ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ ٦ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ٧ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ ٨ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ ٩ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ ١٠ نارٌ حامِيَةٌ ١١}

  الظرف نصب بمضمر دلت عليه القارعة، أى: تقرع {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ} شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة، والتطاير إلى الداعي من كل جانب، كما يتطاير الفراش إلى النار. قال جرير:

  إنّ الفرزدق ما علمت وقومه ... مثل الفراش غشين نار المصطلى