الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الصافات

صفحة 33 - الجزء 4

سورة الصافات

  مكية، وهي مائة وإحدى وثمانون آية، وقيل: واثنتان وثمانون

  [نزلت بعد الأنعام]

  

  {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ١ فَالزَّاجِراتِ زَجْراً ٢ فَالتَّالِياتِ ذِكْراً ٣ إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ ٤ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ ٥}

  أقسم الله سبحانه بطوائف الملائكة أو بنفوسهم الصافات أقدامها في الصلاة، من قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ} أو أجنحتها في الهواء واقفة منتظرة لأمر الله {فَالزَّاجِراتِ} السحاب سوقا {فَالتَّالِياتِ} لكلام الله من الكتب المنزلة وغيرها. وقيل {الصَّافَّاتِ}: الطير، من قوله تعالى {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} والزاجرات: كل ما زجر عن معاصى الله. والتاليات: كل من تلا كتاب الله. ويجوز أن يقسم بنفوس العلماء العمال الصافات أقدامها في التهجد وسائر الصلوات وصفوف الجماعات، فالزاجرات بالمواعظ والنصائح، فالتاليات آيات الله والدارسات شرائعه. أو بنفوس قواد الغزاة في سبيل الله التي تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد، وتتلو الذكر مع ذلك لا تشغلها