الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الجاثية

صفحة 284 - الجزء 4

سورة الجاثية

  مكية [إلا آية ١٤ فمدنية]

  وآياتها ٣٧ وقيل ٣٦ آية [نزلت بعد الدخان]

  

  {حم ١ تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ٣ وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ٤ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٥ تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦}

  {حم} إن جعلتها اسما مبتدأ مخبرا عنه ب {تَنْزِيلُ الْكِتابِ} لم يكن بدّ من حذف مضاف، تقديره: تنزيل حم تنزيل الكتاب. و {مِنَ اللهِ} صلة للتنزيل، وإن جعلتها تعديدا للحروف كان {تَنْزِيلُ الْكِتابِ} مبتدأ، والظرف خبرا {إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} يجوز أن يكون على ظاهره، وأن يكون المعنى، إنّ في خلق السماوات لقوله {وَفِي خَلْقِكُمْ} فإن قلت: علام عطف {وَما يَبُثُ} أعلى الخلق المضاف؟ أم على الضمير المضاف إليه؟ قلت: بل على المضاف، لأنّ المضاف إليه ضمير متصل مجرور يقبح العطف عليه: استقبحوا أن يقال: مررت بك وزيد، وهذا أبوك وعمرو، وكذلك إن أكدوه كرهوا أن يقولوا: مررت بك أنت وزيد. قرئ: آيات لقوم يوقنون، بالنصب والرفع، على قولك: إنّ زيدا في الدار وعمرا في السوق. أو عمرو في السوق. وأمّا قوله {آياتٌ لِقَوْمٍ} {يَعْقِلُونَ} فمن العطف على عاملين، سواء نصبت أو رفعت، فالعاملان إذا نصبت هما: إن، وفى: أقيمت الواو مقامهما، فعملت الجر في {اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ