الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الضحى

صفحة 765 - الجزء 4

  ويجوز أن يكون {ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ} مفعولا له على المعنى، لأنّ معنى الكلام: لا يؤتى ماله إلا ابتغاء وجه ربه، لا لمكافأة نعمة {وَلَسَوْفَ يَرْضى} موعد بالثواب الذي يرضيه ويقرّ عينه. عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة والليل، أعطاه الله حتى يرضى، وعافاه من العسر ويسر له اليسر».

سورة الضحى

  مكية، وآياتها ١١ «نزلت بعد الفجر»

  

  {وَالضُّحى ١ وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ٢ ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى ٣}

  المراد بالضحى: وقت الضحى، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقى شعاعها. وقيل:

  إنما خص وقت الضحى بالقسم، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى #، وألقى فيها السحرة سجدا، لقوله {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} وقيل: أريد بالضحى: النهار، بيانه قوله {أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى} في مقابلة {بَياتاً}. {سَجى} سكن وركد ظلامه. وقيل: ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل معناه: سكون الناس والأصوات فيه. وسجا البحر: سكنت أمواجه. وطرف ساج: ساكن فاتر {ما وَدَّعَكَ} جواب القسم. ومعناه: ما قطعك قطع المودع. وقرئ بالتخفيف، يعنى: ما تركك. قال: