الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الفتح

صفحة 331 - الجزء 4

  ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعو اليه لحاجته إليه، فهو الغنى الذي تستحيل عليه الحاجات، ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا} معطوف على: وإن تؤمنوا وتتقوا {يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ} يخفق قوما سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما، كقوله تعالى {وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} وقيل: هم الملائكة. وقيل: الأنصار. وعن ابن عباس: كندة والنخع. وعن الحسن: العجم وعن عكرمة: فارس والروم. وسئل رسول الله ÷ عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال: «هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس».

  وعن رسول الله ÷ «من قرأ سورة محمد ÷ كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة»

سورة الفتح

  مدنية [نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية]

  وآياتها ٢٩ [نزلت بعد الجمعة

  

  {إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ١ لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ٢ وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً ٣}

  هو فتح مكة، وقد نزلت مرجع رسول الله ÷ عن مكة عام الحديبية عدة له