الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الماعون

صفحة 803 - الجزء 4

  وقرئ: رحلة، بالضم: وهي الجهة التي يرحل إليها: والتنكير في {جُوعٍ} و {خَوْفٍ} لشدتهما، يعنى: أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما، وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل، أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم. وقيل: كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة، وآمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم. وقيل ذلك كله بدعاء إبراهيم ~. ومن بدع التفاسير: وآمنهم من خوف، من أن تكون الخلافة في غيرهم. وقرئ: من خوف، بإخفاء النون.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها».

سورة الماعون

  مكية ثلاث آيات الأول، مدنية البقية، وآياتها ٧ «نزلت بعد التكاثر»

  

  {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ١ فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ٢ وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ٣ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ٤} {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ ٥ الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ ٦ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ ٧}

  قرئ: أريت، بحذف الهمزة، وليس بالاختيار، لأن حذفها مختص بالمضارع، ولم يصح عن العرب: ريت، ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أوّل الكلام. ونحوه:

  صاح هل ريت أو سمعت براع ... ردّ الضّرع ما قرى في الحلاب