الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الانشقاق

صفحة 725 - الجزء 4

سورة الانشقاق

  مكية، وآياتها ٢٥ [نزلت بعد الانفطار]

  

  {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ١ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ٢ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ٣ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ٤ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ٥}

  حذف جواب إذا ليذهب المقدّر كل مذهب. أو اكتفاء بما علم في مثلها من سورتي التكوير والانفطار. وقيل: جوابها ما دلّ عليه {فَمُلاقِيهِ} أى إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كدحه. ومعناه: إذا انشقت بالغمام، كقوله تعالى {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ} وعن على رضى الله عنه: تنشق من المجرّة. أذن له: استمع له. ومنه قوله #: «ما أذن الله لشيء كاذنه لنبي يتغنى بالقرآن. وقول جحاف بن حكيم:

  أذنت لكم لمّا سمعت هريركم

  والمعنى: أنها فعلت في انقيادها لله حين أراد انشقاقها فعل المطواع الذي إذا ورد عليه الأمر من جهة المطاع أنصت له وأذعن ولم يأب ولم يمتنع، كقوله {أَتَيْنا طائِعِينَ}. {وَحُقَّتْ} من قولك هو محقوق بكذا وحقيق به، يعنى: وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع. ومعناه الإيذان بأنّ القادر الذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك {مُدَّتْ} من مدّ الشيء فامتدّ: