الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة القيامة

صفحة 657 - الجزء 4

  الصحف، ثم ردعهم عن إعراضهم عن التذكرة وقال {إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ} يعنى تذكرة بليغة كافية، مبهم أمرها في الكفاية {فَمَنْ شاءَ} أن يذكره ولا ينساه ويجعله نصب عينه فعل، فإنّ نفع ذلك راجع إليه. والضمير في {إِنَّهُ} و {ذَكَرَهُ} للتذكرة في قوله {فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} وإنما ذكر لأنها في معنى الذكر أو القرآن {وَما يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ} يعنى: إلا أن يقسرهم على الذكر ويلجئهم إليه. لأنهم مطبوع على قلوبهم. معلوم أنهم لا يؤمنون اختيارا {هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافوا عقابه، فيؤمنوا ويطيعوا، وحقيق بأن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا. وروى أنس عن رسول الله ÷: «هو أهل أن يتقى، وأهل أن يغفر لمن اتقاه» وقرئ: يذكرون. بالياء والتاء مخففا ومشددا. عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به بمكة».

سورة القيامة

  مكية، وآياتها ٤٠ [نزلت بعد القارعة]

  

  {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ١ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢ أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ ٣ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ ٤ بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ ٥ يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ ٦}