الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة النحل

صفحة 592 - الجزء 2

  على عبادة ربك {حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} أى الموت، أى ما دمت حياً فلا تخل بالعبادة. وعن النبي ÷: أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار، والمستهزئين بمحمد ÷»

سورة النحل

  مكية، غير ثلاث آيات في آخرها

  وتسمى سورة النعم، وهي مائة وثمان وعشرون آية [نزلت بعد سورة الكهف]

  

  {أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١}

  كانوا يستمجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر، استهزاء وتكذيباً بالوعد، فقيل لهم {أَتى أَمْرُ اللهِ} الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} روى أنه لما نزلت {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ} قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا: ما نرى شيئاً، فنزلت {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ} فأشفقوا وانتظروا قربها، فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فنزلت {أَتى أَمْرُ اللهِ} فوثب رسول الله ÷ ورفع الناس رؤوسهم، فنزلت {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} فاطمأنوا وقرئ: تستعجلوه، بالتاء والياء {سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تبرأ ø عن أن يكون له شريك، وأن تكون آلهتهم له شركاء. أو عن إشراكهم، على أنّ «ما» موصولة أو مصدرية. فإن قلت: كيف اتصل