سورة الكهف
  {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} الحق خبر مبتدأ محذوف. والمعنى: جاء الحق وزاحت العلل فلم يبق إلا اختياركم لأنفسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أو في طريق الهلاك. وجيء بلفظ الأمر والتخيير، لأنه لما مكن من اختيار أيهما شاء، فكأنه مخير مأمور بأن يتخير ما شاء من النجدين. شبه ما يحيط بهم من النار بالسرادق، وهو الحجرة التي تكون حول الفسطاط، وبيت مسردق: ذو سرادق وقيل: هو دخان يحيط بالكفار قبل دخولهم النار. وقيل: حائط من نار يطيف بهم {يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ} كقوله:
  ... فأعتبوا بالصّيلم
  وفيه تهكم. والمهل: ما أذيب من جواهر الأرض. وقيل: دردىّ الزيت {يَشْوِي الْوُجُوهَ} إذا قدم ليشرب انشوى الوجه من حرارته. عن النبي ÷: هو كعكر الزيت، فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه {بِئْسَ الشَّرابُ} ذلك {وَساءَتْ} النار {مُرْتَفَقاً} متكا من المرفق، وهذا لمشاكلة قوله {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} وإلا فلا ارتفاق لأهل النار ولا اتكاء، إلا أن يكون من قوله:
  إنىّ أرقت فبتّ اللّيل مرتفقا ... كأنّ عينى فيها الصّاب مذبوح
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ٣٠ أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ