الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة طه

صفحة 93 - الجزء 3

  فإن قلت: كيف عدى وسوس تارة باللام في قوله {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ} وأخرى بإلى؟ قلت: وسوسة الشيطان كولولة الثكلى ووعوعة الذئب ووقوفة الدجاجة، في أنها حكايات للأصوات وحكمها حكم صوت وأجرس. ومنه: وسوس المبرسم، وهو موسوس بالكسر. والفتح لحن. وأنشد ابن الأعرابى:

  وسوس يدعو مخلصا ربّ الفلق

  فإذا قلت: وسوس له، فمعناه لأجله، كقوله:

  أجرس لها يا ابن أبى كباش

  ومعنى «وسوس إليه» أنهى إليه الوسوسة، كقولك. حدّث إليه. وأسرّ إليه. أضاف الشجرة إلى الخلد وهو الخلود، لأن من أكل منها خلد بزعمه، كما قيل لحيزوم: فرس الحياة، لأنّ من باشر أثره حيي {وَمُلْكٍ لا يَبْلى} دليل على قراءة الحسن بن على وابن عباس ¤: {إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ} بالكسر.

  {فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى ١٢١}