الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة القصص

صفحة 437 - الجزء 3

  {وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ٨٧}

  وقرئ: يصدنك، من أصدّه بمعنى صدّه، وهي في لغة كلب. وقال:

  أناس أصدوا النّاس بالسّيف عنهمو ... صدود السّواقى عن أنوف الحوائم

  {بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ} بعد وقت إنزاله وإذ تضاف إليه أسماء الزمان، كقولك: حينئذ وليلتئذ ويومئذ وما أشبه ذلك. والنهى عن مظاهرة الكافرين ونحو ذلك من باب التهييج الذي سيق ذكره.

  {وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ٨٨}

  {إِلَّا وَجْهَهُ} إلا إياه. والوجه يعبر به عن الذات.

  قال رسول الله ÷ «من قرأ طسم القصص كان له الأجر بعدد من صدق موسى وكذب به، ولم يبق ملك في السماوات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقا أن كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون».