الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة السجدة

صفحة 517 - الجزء 3

  رضى الله عنه: إنها أرض اليمن. وعن مجاهد رضى الله عنه: هي أبين. {بِهِ} بالماء {تَأْكُلُ} من الزرع {أَنْعامُهُمْ} من عصفه {وَأَنْفُسُهُمْ} من حبه. وقرئ: يأكل، بالياء.

  {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ٢٨ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ٢٩ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ ٣٠}

  الفتح: النصر، أو الفصل بالحكومة، من قوله {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا} وكان المسلمون يقولون إنّ الله سيفتح لنا على المشركين. ويفتح بيننا وبينهم، فإذا سمع المشركون قالوا {مَتى هذَا الْفَتْحُ} أى في أىّ وقت يكون {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} في أنه كائن. و {يَوْمَ الْفَتْحِ} يوم القيامة وهو يوم الفصل بين المؤمنين وأعدائهم، ويوم نصرهم عليهم. وقيل: هو يوم بدر. وعن مجاهد والحسن ®: يوم فتح مكة. فإن قلت: قد سألوا عن وقت الفتح، فكيف ينطبق هذا الكلام جوابا على سؤالهم. قلت: كان غرضهم في السؤال عن وقت الفتح، استعجالا منهم عن وجه التكذيب والاستهزاء، فأجيبوا على حسب ما عرف من غرضهم في سؤالهم فقيل لهم: لا تستعجلوا به ولا تستهزؤا، فكأنى بكم وقد حصلتم في ذلك اليوم، وآمنتم فلم ينفعكم الإيمان، واستنظرتم في إدراك العذاب فلم تنظروا. فإن قلت: فمن فسره بيوم الفتح أو بيوم بدر كيف يستقيم على تفسيره أن لا ينفعهم الإيمان، وقد نفع الطلقاء يوم فتح مكة وناسا يوم بدر. قلت: المراد أنّ المقتولين منهم لا ينفعهم إيمانهم في حال القتل، كما لم ينفع فرعون إيمانه عند إدراك الغرق {وَانْتَظِرْ} النصرة عليهم وهلاكهم {إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} الغلبة عليكم وهلاككم، كقوله تعالى {فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} وقرأ ابن السميقع |: منتظرون، بفتح الظاء. ومعناه: وانتظر هلاكهم فإنهم أحقاء بأن ينتظر هلاكهم، يعنى أنهم هالكون لا محالة. أو وانتظر ذلك، فإن الملائكة في السماء ينتظرونه.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك، أعطى من الأجر كأنما أحيا ليلة القدر» وقال: «من قرأ الم تنزيل في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام».