سورة ص
  تزل تعرض عليه حتى غربت الشمس وغفل عن العصر أو عن ورد من الذكر كان له وقت العشى، وتهيبوه فلم يعلموه، فاغتم لما فاته، فاستردها وعقرها مقربا لله، وبقي مائة، فما بقي في أيدى الناس من الجياد فمن نسلها، وقيل: لما عقرها أبدله الله خيرا منها، وهي الريح تجرى بأمره. فإن قلت: ما معنى {أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي}؟ قلت: أحببت: مضمن معنى فعل يتعدى بعن، كأنه قيل: أنبت حب الخير عن ذكر ربى. أو جعلت حب الخير مجزيا أو مغنيا عن ذكر ربى. وذكر أبو الفتح الهمداني في كتاب التبيان: أن «أحببت» بمعنى: لزمت، من قوله:
  مثل بعير السوء إذ أحبّا
  وليس بذاك. والخير: المال، كقوله {إِنْ تَرَكَ خَيْراً} وقوله {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} والمال: الخيل التي شغلته. أو سمى الخيل خيرا كأنها نفس الخير لتعلق الخير بها. قال رسول الله ÷ «الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة» وقال في زيد الخيل حين وفد عليه وأسلم: «ما وصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل» وسماه زيد الخير. وسأل رجل بلالا ¥ عن قوم يستبقون: من السابق؟ فقال: رسول الله ÷. فقال له الرجل: أردت الخيل. فقال: وأنا أردت الخير.