الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة ص

صفحة 109 - الجزء 4

  {قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ٨٦ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ٨٧ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ٨٨}

  {عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} الضمير للقرآن أو للوحى {وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} من الذين يتصنعون ويتحلون بما ليسوا من أهله، وما عرفتموني قط متصنعا ولا مدّعيا ما ليس عندي، حتى أنتحل النبوّة وأتقوّل القرآن {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ} من الله {لِلْعالَمِينَ} للثقلين. أوحى إلىّ فأنا أبلغه. وعن رسول الله ÷: «للمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم» {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ} أى ما يأتيكم عند الموت، أو يوم القيامة، أو عند ظهور الإسلام وفشوه، من صحة خبره، وأنه الحق والصدق. وفيه تهديد. عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره الله لداود عشر حسنات وعصمه أن يصرّ على ذنب صغير أو كبير».