سورة الزخرف
  مُبْلِسُونَ ٧٥ وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦ وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ ٧٧ لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ ٧٨}
  {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} لا يخفف ولا ينقص، من قولهم: فترت عنه الحمى إذا سكنت عنه قليلا ونقص حرّها. والمبلس: اليائس الساكت سكوت يأس من فرج. وعن الضحاك: يجعل المجرم في تابوت من نار ثم يردم عليه فيبقى فيه خالدا: لا يرى ولا يرى {هُمْ} فصل عند البصريين، عماد عند الكوفيين. وقرئ: وهم فيها، أى: في النار وقرأ على وابن مسعود ®: يا مال، بحذف الكاف للترخيم، كقول القائل:
  والحق يا مال غير ما تصف
  وقيل لابن عباس: إن ابن مسعود قرأ: ونادوا يا مال، فقال: ما أشغل أهل النار عن الترخيم. وعن بعضهم: حسن الترخيم أنهم يقتطعون بعض الاسم لضعفهم وعظم ما هم فيه. وقرأ أبو السرار الغنوي: يا مال، بالرفع كما يقال: يا حار {لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ} من قضى عليه إذا أمانه {فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ} والمعنى: سل ربك أن يقضى علينا. فإن قلت: كيف قال {وَنادَوْا يا مالِكُ} بعد ما وصفهم بالإبلاس؟ قلت: تلك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة، فتختلف بهم الأحوال فيسكتون أوقاتا لغلبة اليأس عليهم، وعلمهم أنه لا فرج لهم، ويغوّثون أوقاتا لشدّة ما بهم {ماكِثُونَ} لابثون. وفيه استهزاء. والمراد: خالدون. عن ابن عباس ®: إنما يجيبهم بعد ألف سنة. وعن النبي ÷ «يلقى على أهل