الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة ق

صفحة 391 - الجزء 4

  فهل رأوا لهم محيصا حتى يؤملوا مثله لأنفسهم، والدليل على صحته قراءة من قرأ {فَنَقَّبُوا} على الأمر، كقوله تعالى {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} وقرئ بكسر القاف مخففة من النقب وهو أن يتنقب خف البعير. قال:

  ما مسّها من نقب ولا دبر

  والمعنى: فنقبت أخفاف إبلهم. أو: حفيت أقدامهم ونقبت، كما تنقب أخفاف الإبل لكثرة طوفهم في البلاد {هَلْ مِنْ مَحِيصٍ} من الله، أو من الموت.

  {إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧}

  {لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ} أى قلب واع، لأنّ من لا يعي قلبه فكأنه لا قلب له. وإلقاء السمع: الإصغاء {وَهُوَ شَهِيدٌ} أى حاضر بفطنته، لأنّ من لا يحضر ذهنه فكأنه غائب، وقد ملح الإمام عبد القاهر في قوله لبعض من يأخذ عنه:

  ما شئت من زهزهة والفتى ... بمصقلاباذ لسقى الزروع