الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الواقعة

صفحة 461 - الجزء 4

  السدر: شجر النبق. والمخضود: الذي لا شوك له، كأنما خضد شوكه. وعن مجاهد: الموقر الذي تثنى أغصانه كثرة حمله، من خضد الغصن إذا ثناء وهو رطب. والطلح: شجر الموز. وقيل: هو شجر أم غيلان، وله نوار كثير طيب الرائحة. وعن السدى: شجر يشبه طلح الدنيا، ولكن له ثمر أحلى من العسل. وعن على ¥ أنه قرأ: وطلع، وما شأن الطلح، وقرأ قوله {لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ} فقيل له: أو نحوّلها؟ فقال: آي القرآن لا تهاج اليوم ولا تحوّل. وعن ابن عباس نحوه. والمنضود: الذي نضد بالحمل من أسفله إلى أعلاه، فليست له ساق بارزة {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} ممتدّ منبسط لا يتقلص، كظلّ ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس {مَسْكُوبٍ} يسكب لهم أين شاءوا وكيف شاءوا لا يتعنون فيه. وقيل: دائم الجرية لا ينقطع. وقيل: مصبوب يجرى على الأرض في غير أخدود {لا مَقْطُوعَةٍ} هي دائمة لا تنقطع في بعض الأوقات كفواكه الدنيا {وَلا مَمْنُوعَةٍ} لا تمنع عن متناولها بوجه، ولا يحظر عليها كما يحظر على بساتين الدنيا. وقرئ: وفاكهة كثيرة، بالرفع على: وهناك فاكهة، كقوله: وحور عين {وَفُرُشٍ} جمع فراش. وقرئ: وفرش، بالتخفيف {مَرْفُوعَةٍ} نضدت حتى ارتفعت. أو مرفوعة على الأسرة. وقيل: هي النساء، لأن المرأة يكنى عنها بالفراش مرفوعة على الأرائك. قال الله تعالى {هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ}، ويدل عليه قوله تعالى {إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً} وعلى التفسير الأول أضمر لهنّ، لأنّ ذكر الفرش وهي المضاجع دلّ عليهن {أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً} أى ابتدأنا خلقهن ابتداء جديدا من غير ولادة، فإما أن يراد. اللاتي ابتدئ إنشاؤهن، أو اللاتي أعيد إنشاؤهن. وعن رسول الله ÷. أنّ أمّ سلمة ^ سألته عن قوله الله تعالى. {إِنَّا أَنْشَأْناهُنَ} فقال: يا أم سلمة