سورة الجن
  وقال أوس بن حجر:
  وانقضّ كالدّرّي يتبعه ... نقع يثور تخاله طنبا
  وقال عوف بن الخرع:
  يردّ علينا العير من دون إلفه ... أو الثّور كالدّرّىّ يتبعه الدّم
  ولكن الشياطين كانت تسترق في بعض الأحوال، فلما بعث رسول الله ÷: كثر الرجم وزاد زيادة ظاهرة؛ حتى تنبه لها الإنس والجن، ومنع الاستراق أصلا. وعن معمر: قلت للزهري: أكان يرمى بالنجوم في الجاهلية؟ قال: نعم. قلت: أرأيت قوله تعالى {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ} فقال: غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي ÷. وروى الزهري عن على بن الحسين عن ابن عباس ®: بينا رسول الله ÷ جالس في نفر من الأنصار إذ رمى بنجم فاستنار، فقال: ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية؟ فقالوا: كنا نقول: يموت عظيم أو يولد عظيم. وفي قوله {مُلِئَتْ} دليل على أن الحادث هو المل والكثرة، وكذلك قوله {نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ} أى كنا نجد فيها بعض المقاعد خالية من الحرس والشهب، والآن ملئت المقاعد كلها، وهذا ذكر ما حملهم على الضرب في البلاد حتى عثروا على رسول الله ÷ واستمعوا قراءته.