سورة القيامة
  إدخال «لا» النافية على فعل القسم مستفيض في كلامهم وأشعارهم. قال امرؤ القيس:
  لا وأبيك أبنة العامرىّ ... لا يدّعى القوم أنّى أفرّ
  وقال غوثة بن سلمى:
  ألا نادت أمامة باحتمال ... لتحزننى فلا بك ما أبالى
  وفائدتها توكيد القسم، وقالوا إنها صلة مثلها في {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} وفي قوله:
  في بئر لا حور سرى وما شعر
  واعترضوا عليه بأنها إنما تزاد في وسط الكلام لا في أوّله، وأجابوا بأنّ القرآن في حكم سورة واحدة متصل بعضه ببعض، والاعتراض صحيح، لأنها لم تقع مزيدة إلا في وسط الكلام، ولكن الجواب غير سديد. ألا ترى إلى امرئ القيس كيف زادها في مستهل قصيدته. والوجه أن يقال: هي للنفي. والمعنى في ذلك أنه لا يقسم بالشيء إلا إعظاما له يدلك عليه قوله تعالى {فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} فكأنه بإدخال حرف النفي يقول: إنّ إعظامى له بإقسامى به كلا إعظام، يعنى أنه يستأهل فوق ذلك. وقيل إن «لا» نفى لكلام