الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة القيامة

صفحة 664 - الجزء 4

  الآخرة، على أن الساق مثل في الشدّة. وعن سعيد بن المسيب: هما ساقاه حين تلفان في أكفانه {الْمَساقُ} أى يساق إلى الله وإلى حكمه.

  {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى ٣١ وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ٣٤ ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ٣٥}

  {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} يعنى الإنسان في قوله {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ} ألا ترى إلى قوله {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} وهو معطوف على {يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ} أى: لا يؤمن بالبعث، فلا صدق بالرسول والقرآن، ولا صلى. ويجوز أن يراد: فلا صدق ماله، بمعنى: فلا زكاه. وقيل: نزلت في أبى جهل {يَتَمَطَّى} يتبختر. وأصله يتمطط، أى: يتمدد، لأنّ المتبختر يمدّ خطاه. وقيل: هو من المطا وهو الظهر، لأنه يلويه. وفي الحديث: «إذا مشت أمتى المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم» يعنى: كذب برسول الله ÷ وتولى عنه وأعرض، ثم ذهب إلى قومه يتبختر افتخارا بذلك {أَوْلى لَكَ} بمعنى ويل لك، وهو دعاء عليه بأن يليه ما يكره.

  {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ٣٦ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ٣٧ ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ٣٨ فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ٣٩ أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ٤٠}

  {فَخَلَقَ} فقدر {فَسَوَّى} فعدل {مِنْهُ} من الإنسان {الزَّوْجَيْنِ} الصنفين {أَلَيْسَ ذلِكَ} الذي أنشأ هذا الإنشاء {بِقادِرٍ} على الإعادة. وروى أنّ رسول الله ÷