الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الإنسان

صفحة 676 - الجزء 4

  {هذِهِ} إشارة إلى السورة أو إلى الآيات القريبة {فَمَنْ شاءَ} فمن اختار الخير لنفسه وحسن العاقبة واتخاذ السبيل إلى الله عبارة عن التقرب إليه والتوسل بالطاعة {وَما تَشاؤُنَ} الطاعة {إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ} بقسرهم عليها {إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً} بأحوالهم وما يكون منهم {حَكِيماً} حيث خلقهم مع علمه بهم. وقرئ: تشاؤن، بالتاء. فإن قلت: ما محل {أَنْ يَشاءَ اللهُ}؟ قلت النصب على الظرف، وأصله: إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قراءة ابن مسعود: إلا ما يشاء الله. لأنّ {ما} مع الفعل كأن معه {يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ} هم المؤمنون ونصب {الظَّالِمِينَ} بفعل يفسره. أعدّ لهم، نحو: أوعد وكافأ، وما أشبه ذلك. قرأ ابن مسعود: وللظالمين، على: وأعدّ للظالمين وقرأ ابن الزبير: والظالمون على الابتداء، وغيرها أولى لذهاب الطباق بين الجملة المعطوفة والمعطوف عليها فيها، مع مخالفتها للمصحف.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة هل أتى كان جزاؤه على الله جنة وحريرا».