سورة النازعات
  وساهرة يضحى السّراب مجلّلا ... لأقطارها قد جبتها متلثّما
  أو لأنّ سالكها لا ينام خوف الهلكة. وعن قتادة: فإذا هم في جهنم.
  {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى ١٥ إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ١٦ اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى ١٧ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى ١٨ وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى ١٩ فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى ٢٠ فَكَذَّبَ وَعَصى ٢١ ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى ٢٢ فَحَشَرَ فَنادى ٢٣ فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى ٢٤ فَأَخَذَهُ اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى ٢٥ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى ٢٦}
  {اذْهَبْ} على إرادة القول. وفي قراءة عبد الله: أن اذهب، لأنّ في النداء معنى القول. هل لك في كذا، وهل لك إلى كذا، كما تقول: هل ترغب فيه، وهل ترغب إليه {إِلى أَنْ تَزَكَّى} إلى أن تتطهر من الشرك، وقرأ أهل المدينة: تزكى، بالإدغام {وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ} وأرشدك إلى معرفة الله أنبهك عليه فتعرفه {فَتَخْشى} لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة. قال الله تعالى {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} أى العلماء به، وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشي الله: أتى منه كل خير. ومن أمن: اجترأ على كل شرّ. ومنه قوله # «من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل» بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض، كما يقول الرجل لضيفه: هل لك أن تنزل بنا، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول، ويستنزله بالمداراة من عتوه، كما أمر بذلك في قوله {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً}. {الْآيَةَ الْكُبْرى} قلب العصاحية لأنها كانت المقدمة والأصل، والأخرى كالتبع لها، لأنه كان يتقيها بيده، فقيل