الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة البروج

صفحة 733 - الجزء 4

  وقرئ: يبدأ {الْوَدُودُ} الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود: من إعطائهم ما أرادوا. وقرئ: ذى العرش، صفة لربك. وقرئ: المجيد، بالجر صفة للعرش. ومجد الله: عظمته. ومجد العرش: علوه وعظمته {فَعَّالٌ} خبر مبتدأ محذوف. وإنما قيل: فعال، لأنّ ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.

  {هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ١٧ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ١٨ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ١٩ وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ ٢٠ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ٢١ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ٢٢}

  {فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ} بدل من الجنود. وأراد بفرعون إياه وآله، كما في قوله {مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ} والمعنى: قد عرفت تكذيب تلك الجنود الرسل وما نزل بهم لتكذيبهم {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} من قومك {فِي تَكْذِيبٍ} أىّ: تكذيب واستيجاب للعذاب، والله عالم بأحوالهم وقادر عليهم وهم لا يعجزونه. والاحاطة بهم من ورائهم: مثل لأنهم لا يفوتونه، كما لا يفوت فائت الشيء المحيط به. ومعنى الاضراب: أن أمرهم أعجب من أمر أولئك، لأنهم سمعوا بقصصهم وبما جرى عليهم، ورأوا آثار هلاكهم ولم يعتبروا، وكذبوا أشد من تكذيبهم {بَلْ هُوَ} أى بل هذا الذي كذبوا به {قُرْآنٌ مَجِيدٌ} شريف عالى الطبقة في الكتب وفي نظمه وإعجازه. وقرئ: قرآن مجيد، بالاضافة، أى: قرآن رب مجيد. وقرأ يحيى بن يعمر: في لوح. واللوح: الهواء، يعنى: اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح {مَحْفُوظٍ} من وصول الشياطين إليه. وقرئ: محفوظ، بالرفع صفة القرآن.

  عن رسول الله ÷: «من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في الدنيا عشر حسنات».