الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة الليل

صفحة 763 - الجزء 4

  {إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ١٢ وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى ١٣}

  {إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى} إن الإرشاد إلى الحق واجب علينا بنصب الدلائل وبيان الشرائع {وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى} أى ثواب الدّارين للمهتدى، كقوله {وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}.

  {فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ١٤ لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ١٨ وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ١٩ إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى ٢٠ وَلَسَوْفَ يَرْضى ٢١}

  وقرأ أبو الزبير: تتلظى. فإن قلت: كيف قال {لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى ...... وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى} وقد علم أن كل شقىّ يصلاها، وكل تقىّ يجنبها، لا يختص بالصلى أشقى الأشقياء، ولا بالنجاة