الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سورة العلق

صفحة 779 - الجزء 4

  وقال زهير:

  وفيهم مقامات حسان وجوههم

  والمقامة: المجلس. روى أن أبا جهل من برسول الله ÷ وهو يصلى فقال: ألم أنهك؟ فأغلظ له رسول الله ÷، فقال: أتهدّدنى وأنا أكثر أهل الوادي ناديا، فنزلت. وقرأ ابن أبى عبلة: سيدعى الزبانية، على البغاء للمفعول، والزبانية في كلام العرب: الشرط، الواحد: زبنية، كعفرية، من الزبن: وهو الدفع. وقيل: زبنى، وكأنه نسب إلى الزبن، ثم غير للنسب، كقولهم أمسى، وأصله: زبانى، فقيل. زبانية على التعويض، والمراد: ملائكة العذاب. وعن النبي ÷: «لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا» {كَلَّا} ردع لأبى جهل {لا تُطِعْهُ} أى اثبت على ما أنت عليه من عصيانه، كقوله {فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ}. {وَاسْجُدْ} ودم على سجودك، يريد: الصلاة {وَاقْتَرِبْ} وتقرّب إلى ربك. وفي الحديث: «أقرب ما يكون العبد إلى ربه إذا سجد».

  عن رسول الله ÷، «من قرأ سورة العلق أعطى من الأجر كأنما قرأ المفصل كله»