(51) شرح إعراب سورة الذاريات
  {فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦}
  قال مجاهد لوط ﷺ وابنتاه لا غير.
  {وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ ٣٧}
  قول الفراء(١) إنّ «في» زائدة. والمعنى ولقد تركناها آية ومثله عنده {لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ}[يوسف: ٧] وهذا المتناول البعيد مستغنى عنه قال أبو إسحاق ولقد تركنا في مدينة قوم لوط # آية للخائفين.
  {وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ٣٨}
  {وَفِي مُوسى} أي وفي موسى آية واعتبار {إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} بحجة بيّنة يتبين من رآها أنّها من عند الله سبحانه. قال قتادة: بسلطان مبين أي بعذر مبين.
  {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٣٩}
  {فَتَوَلَّى} فأعرض عن ذكر الله وأدبر {بِرُكْنِهِ} فيه قولان قال أهل التأويل: المعنى بقومه قال ذلك مجاهد وقتادة، وقال ابن زيد: بجماعته. والقول الآخر حكاه الفراء(٢) (بركنه) بنفسه، قال وحقيقة ركنه في اللغة بجانبه الذي يتقوى به {وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} على إضمار مبتدأ. وأبو عبيدة(٣) يذهب إلى أن «أو» بمعنى الواو، قال: وهذا تأويل عند النحويين الحذّاق خطأ وعكس المعاني، وهو مستغنى عنه ولأو معناها، وقد أنشد أبو عبيدة لجرير: [الوافر]
  ٤٣٧ - أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا(٤)
  فهذا أيضا على ذاك محمول.
  {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠}
  {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ} عطف على الهاء. {فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ} أي فألقيناهم في البحر.
  {وَهُوَ مُلِيمٌ} والأصل مليم ألقيت حركة الياء على اللام اتباعا.
(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٨٧.
(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ٨٧.
(٣) انظر مجاز القرآن ٢/ ٢٢٧.
(٤) الشاهد لجرير في ديوانه ٨١٤، والكتاب ١/ ١٥٦، والأزهيّة ٢١٤، وأمالي المرتضى ٢/ ٥٧، وجمهرة اللغة ٢٩٠، وخزانة الأدب ١١/ ٦٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٨٨، وشرح التصريح ١/ ٣٠٠، ولسان العرب (خشب)، و (طها) والمقاصد النحوية ٢/ ٥٣٣، وبلا نسبة في الرد على النحاة ١٠٥، وشرح الأشموني ١/ ١٩٠.