إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(51) شرح إعراب سورة الذاريات

صفحة 164 - الجزء 4

  {فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦}

  قال مجاهد لوط وابنتاه لا غير.

  {وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ ٣٧}

  قول الفراء⁣(⁣١) إنّ «في» زائدة. والمعنى ولقد تركناها آية ومثله عنده {لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ}⁣[يوسف: ٧] وهذا المتناول البعيد مستغنى عنه قال أبو إسحاق ولقد تركنا في مدينة قوم لوط # آية للخائفين.

  {وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ٣٨}

  {وَفِي مُوسى} أي وفي موسى آية واعتبار {إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} بحجة بيّنة يتبين من رآها أنّها من عند الله سبحانه. قال قتادة: بسلطان مبين أي بعذر مبين.

  {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٣٩}

  {فَتَوَلَّى} فأعرض عن ذكر الله وأدبر {بِرُكْنِهِ} فيه قولان قال أهل التأويل: المعنى بقومه قال ذلك مجاهد وقتادة، وقال ابن زيد: بجماعته. والقول الآخر حكاه الفراء⁣(⁣٢) (بركنه) بنفسه، قال وحقيقة ركنه في اللغة بجانبه الذي يتقوى به {وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} على إضمار مبتدأ. وأبو عبيدة⁣(⁣٣) يذهب إلى أن «أو» بمعنى الواو، قال: وهذا تأويل عند النحويين الحذّاق خطأ وعكس المعاني، وهو مستغنى عنه ولأو معناها، وقد أنشد أبو عبيدة لجرير: [الوافر]

  ٤٣٧ - أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهيّة والخشابا⁣(⁣٤)

  فهذا أيضا على ذاك محمول.

  {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ٤٠}

  {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ} عطف على الهاء. {فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ} أي فألقيناهم في البحر.

  {وَهُوَ مُلِيمٌ} والأصل مليم ألقيت حركة الياء على اللام اتباعا.


(١) انظر معاني الفراء ٣/ ٨٧.

(٢) انظر معاني الفراء ٣/ ٨٧.

(٣) انظر مجاز القرآن ٢/ ٢٢٧.

(٤) الشاهد لجرير في ديوانه ٨١٤، والكتاب ١/ ١٥٦، والأزهيّة ٢١٤، وأمالي المرتضى ٢/ ٥٧، وجمهرة اللغة ٢٩٠، وخزانة الأدب ١١/ ٦٩، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٨٨، وشرح التصريح ١/ ٣٠٠، ولسان العرب (خشب)، و (طها) والمقاصد النحوية ٢/ ٥٣٣، وبلا نسبة في الرد على النحاة ١٠٥، وشرح الأشموني ١/ ١٩٠.