إعراب القرآن للنحاس،

أبو جعفر النحاس (المتوفى: 338 هـ)

(77) شرح إعراب سورة المرسلات

صفحة 77 - الجزء 5

  {كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ ٣٣}

  قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم، وقرأ يحيى بن وثاب والأعمش بن عيسى وطلحة وحمزة والكسائي «كأنه جماله صفر»⁣(⁣١) وعن ابن عباس «جمالات صفر»⁣(⁣٢) بضم الجيم فالقراءة الأولى تكون جمع جمال أو جمالة وجمالة جمع جمل كحجر وحجارة، وجمالات يجوز أن يكون بمعنى جمال كما يقال: رخل ورخال وظئر وظؤار والتاء لتأنيث الجماعة إلا أن أهل التفسير يقولون: هي حبال السفن منهم ابن عباس وسعيد بن جبير إلّا أن علي بن أبي طلحة روى عن ابن عباس، قال: قطع النحاس ويجوز أن يكون مشتقا من الشيء المجمل.

  {هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ٣٥}

  مبتدأ وخبره، وزعم الفراء⁣(⁣٣) أن القراء اجتمعت على رفع يوم. قال أبو جعفر: وهذا قريب مما تقدّم. روي عن الأعرج والأعمش أنهما قرءا {هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} بالنصب وفي نصبه قولان: أحدهما أنه ظرف أي هذا الذي ذكرنا في هذا اليوم، والقول الآخر ذكره الفراء يكون «يوم» مبنيا. وهذا خطأ عند الخليل وسيبويه⁣(⁣٤) لا تبنى الظروف عندهما مع الفعل المستقبل؛ لأنه معرب وإنما يبنى مع الماضي، كما قال: [الطويل]

  ٥٢٣ - على حين عاتبت المشيب على الصّبا⁣(⁣٥)

  {وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ٣٦}

  عطف، وزعم الفراء⁣(⁣٦) أنه اختير فيه الرفع لتتفق الآيات.

  {هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ ٣٨}

  مبتدأ وخبره {جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ} نسق على الكاف والميم.

  {فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ ٣٩}

  حذفت الياء لأن النون صارت عوضا منها لأنها مكسورة وهو رأس آية.

  {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ٤١}

  ومن كسر العين كره الضمة مع الياء.


(١) انظر تيسير الداني ١٧٧.

(٢) انظر البحر المحيط ٨/ ٣٩٨، ومعاني الفراء ٣/ ٢٢٥.

(٣) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٢٥.

(٤) انظر الكتاب ٣/ ١٣٦.

(٥) مرّ الشاهد رقم (١٢٩).

(٦) انظر معاني الفراء ٣/ ٢٢٦.