أبو العباس السفاح (ت 136 هـ) واستغلاله لشعار أهل البيت $:
  الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة، وله اثنتان وثلاثون سنة ونصف، وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر، وكان كريماً، واصلاً لبني هاشم وغيرهم، جزيل العطايا، وقيل: إنه أعطى عبد الله بن الحسن ألفي ألف درهم، ولم يصل قبله أحداً بمثلها.
  وكان مقداماً على الدماء، غير متثبت في العهود والذمم، وسُمي بالسفاح، وأمر بامرأة هشام بن عبد الملك(١) فشدخ رأسها بالعمد قصاصاً في أم ولد كانت لزيد بن علي #، وقيل: في امرأته؛ لأن يوسف بن عمر قتلها، فلما قتلها يوسف بن عمر أمر بقطع ثدييها وقتلها.
  وأمر بهشام، فنبش من قبره، فوجد بحاله؛ لأنه طلي بالصبر؛ لئلا يتغيّر، فأقاموه بين العقابين(٢)، فجلدوه ولحمه يتناثر، وحرّقوه بالنار، وفعلوا به كما فعل بزيد بن علي #، ولم يزل مدة أيامه يقتل من ظفر به من بني أمية بأمان وغير أمان، وتفصيل شرحهم يطول.
  وتوارى عنه: محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن مدة أيامه إلى أن توفي كما قدمنا. انتهى من الشافي [ط ٢ - ج ١/ ٥١٣].
(١) واسمها عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية، ذكر ذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ١٢٨) وكذلك ابن كثير في البداية والنهاية ط دار الفكر (١٠/ ٤٥) حيث ذكرا قصة بعث عبد الله بن علي بها إلى السفاح مع نفر من الخراسانية وقتلها في الطريق، وذكر البلاذري في أنساب الأشراف (٤/ ٢٠١) أن علي بن عبد الله خطبها فأبت فبقر بطنها وقتلها ..
(٢) الْعُقَابَانِ: عُودَانِ يُنْصَبَانِ مَغْرُوزَيْنِ فِي الْأَرْضِ يُمَدُّ بَيْنَهُمَا الْمَضْرُوبُ أَوْ الْمَصْلُوبُ. اهـ (المغرب في ترتيب المعرب ١/ ٢٤٣).