شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المنتصر) محمد بن المتوكل (ت 248 هـ):

صفحة 299 - الجزء 1

(المنتصر) محمّد بن المتوكل (ت ٢٤٨ هـ):

  واسمه محمّد بن المتوكل، وقد تقدم ذكر النسب، بويع له بعد قتل أبيه، وأقام في السلطان ستة أشهر ثم سمَّه الطيفوري فمات⁣(⁣١).

  وكان يناقض أباه في أعماله فلم يتعرض لأحد من أهل البيت في أيامه بمكروه، ولا قُتِلَ منهم أحدٌ بسببه.


= ثمان وعشرين سنة، ويكنى أبا العباس.

فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامش، فلما كان يوم الاثنين لست خلون من شهر ربيع الآخر صار إلى دار العامة من طريق العمري بين البساتين، وقد ألبسوه الطويلة وزي الخلافة، وحمل إبراهيم بن إسحاق بين يديه الحربة قبل طلوع الشمس، ووافى واجن الأشروسني باب العامة من طريق الشارع على بيت المال، فصف أصحابه صفين. اهـ وهذا مشهور خاصة في آخر عصر الدولة العباسية في كل كتب التاريخ.

(١) ذكر موته في تاريخ الطبري (٩/ ٢٥٢) فمن ذلك ما حكاه عن بعض الرواة أن المنتصر لما أفضت الخلافة إليه؛ كان يذكر إذا سكر قتل أبيه المتوكل، ويقول في الأتراك: هؤلاء قتلة الخلفاء، ويذكر من ذلك ما تخوفوه، فجعلوا للخادم له ثلاثين ألف دينار على أن يحتال في سمه، وجعلوا لعلي بن طيفور جملة، وكان المنتصر يكثر أكل الكمثرى إذا قدمت إليه الفاكهة، فعمد ابن طيفور إلى كمثراة كبيرة نضيجة، فأدخل في رأسها خُلالة، ثم سقاها سُمّاً، فجعلها الخادم في أعلى الكمثرى الذي قدمه إليه، فلما نظر إليها المنتصر أمره أن يقشرها ويُطْعِمَه إياها، فقشرها وقطعها، ثم أعطاه قطعة قطعة، حتى أتى عليها، فلما أكلها وجد فترةً، فقال لابن طيفور: أجد حرارةً، فقال: يا أمير المؤمنين؛ احتجم تبرأ من علة الدم، وقدَّرَ أنه إذا خرج الدم قوي عليه السم، فحَجَمَ فحُمَّ، وغلظت علته عليه، فتخوَّف هو والأتراك أن تطول علته، فقال له: يا أمير المؤمنين، إن الحجامة لم يكن فيها ما قدَّرنا في عافيتك، وتحتاجُ إلى الفصد، فإنَّه انجَحُ لما تريد، فقال: افعل، ففصده بمِبْضعٍ مسمومٍ، ودهش، فألقاه في مباضعه - وكان أحدَّها وأجودها، ثم إنَّ علي بن طيفور وجد حرارة، فدعا تلميذاً له ليفصده، فنظر في المباضع فلم يجد أحدَّ منه، ولا أخير، ففصده، فكانت منيته فيه، انتهى منه.