الأول: (المتقي) إبراهيم بن المقتدر (ت 333 هـ):
  ٦٠ - والمتقي كَذِبٌ وَمُسْتَكْفٍ ... وَمُطِيعُهُمْ ولَّى أبا بكر
  في هذا البيت أربعة من بغاة العباسية: المتقي والمستكفي والمطيع والطائع (أبا بكر):
الأول: (المتقي) إبراهيم بن المقتدر (ت ٣٣٣ هـ):
  واسمه إبراهيم بن المقتدر(١)، يكنى أبا إسحاق، بويع له يوم الأربعاء لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة ٣٢٩ هـ، وكان على منهاج من تقدمه من أهله في ارتكاب المعاصي، واطِّراح فرائضِ الله سبحانه وتعالى، ولم يبق لأمره نظام، وكان (تَحْكُم) المتولي على الملك، والخليفة في حكم المولَّى عليه لا ينفذ شيئاً من الأمور إلاَّ بما أراد (تَحْكُم)، وبقي الأمر على ذلك إلى أن قتل (تَحْكُم) في مُتَصَيَّدٍ له(٢)، فصار
(١) انظر ترجمته والأحداث المتسارعة في زمانه في مروج الذهب (٤/ ٢٤٧، وما بعدها). وكذا كتاب الأنباء في تاريخ الخلفاء (١/ ١٦٨) والموسوعة التاريخية - الدرر السنية - (٣/ ٤٢، وما بعدها) وكذا تاريخ الطبري (١١/ ٣٢٤) والبداية والنهاية (١١/ ١٩٨) وتجارب الأمم (٦/ ٣١) والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة (٣/ ٢٧١)، وإن كان في بعضها اختلاف في الأسماء، ولعله تصحيف من النساخ، إذ صورتها متحدة، فاسم (تحكم) في بعضها: (بجكم) و (البريدي) (اليرندي) أو (اليزيدي) و (ابن رائق) (ابن واثق) و (تورون) بالراء (توزون) بالزاي المعجمة، و (كورتكين) (كورنكج) أو (كورنكيج) ... الخ.
(٢) ذكره في تاريخ ابن خلدون وذكر هذه الأحداث بشيء من التفصيل والاختلاف، فقال في (٣/ ٥٠٨): وفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة توفي الراضي أبو العبّاس أحمد بن المقتدر في ربيع الأوّل منها لسبع سنين غير شهر من خلافته .... وكان آخر خليفة خطب على المنبر وإن خطب غيره فنادر. وآخر خليفة جالس السّمر وواصل الندماء. ودولته آخر دول الخلفاء في ترتيب النفقات والجوائز والجرايات والمطابخ والخدم والحجّاب، وكان تحكم يوم وفاته غائباً بواسط حين ملكها من يد ابن البريدي، فانتظر في الأمور وصول مراسمه، فورد كتابه مع كتاب أبي عبد الله الكوفيّ يأمر فيه باجتماع الوزراء وأصحاب الدواوين والقضاة والعلويّين والعبّاسيين =