شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الثالث: (المقتدي) عبد الله بن محمد بن عبد الله (ت 487 هـ)

صفحة 382 - الجزء 1

  تجري عليه الأرزاق كما تجري على غيره، وكذلك مَنْ كان قبله من الخلفاء لم يبق لهم من الأمر نقير ولا قطمير، وقنعوا بالاسم دون التصرف، وما قدروا على تغيير ما أنكروا مما كرهوا من التحكم فيهم والتسلط عليهم.

  توفي القائم بأمر الله في اليوم التاسع والعشرين من شعبان سنة ٤٦٧ هـ.

الثالث: (المقتدي) عبد الله بن محمد بن عبد الله (ت ٤٨٧ هـ)

  المقتدي بأمر الله وهو أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن المقتدر، بويع له في شهر رمضان سنة ٤٦٧ هـ.

  وكان مشتغلاً باللهو، مهملاً للأمور، مستضعفاً في الخاصة والعامة⁣(⁣١).

  وفي أيامه غلبت الباطنية على الحرمين الشريفين والشام وبعض العراق⁣(⁣٢).

  ومن خواصه ومحل أسراره ابن الموصلي النصراني، وكاتِبُه ابن المعوج


= ترجمته في الوافي بالوفيات (٢٤/ ٧٣) ونهاية الأرب (٢٦/ ٢٥٠).

(١) صور ضعف الخلفاء في هذه الفترات الأخيرة من دولة العباسيين كثيرة ومشهورة، من ذلك ما قاله في كتاب مآثر الإنافة في معالم الخلافة (٢/ ١) في معرض كلامه عن المقتدي: وهو أبو القاسم عبد الله بن ذخيرة الدين محمد بن القائم بأمر الله، ... كان قوي النفس عظيم الهمة بويع له بالخلافة بحضور مؤيد الملك بن نظام الملك والوزير ابن جهير والشيخ أبي إسحاق الشيرازي وابن الصباغ ونقيب النقباء ابن الزينبي والقاضي أبي عبد الله الدامغاني وغيرهم من الأعيان في ثالث عشر شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة، وبقي حتى توفي فجأة يوم السبت خامس عشر المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وعمره ثمان وثلاثون سنة وثمانية أشهر وأياما، ويقال إن شمس النهار القهرمانة سمته، ومدة خلافته سبع عشرة سنة وثمانية أشهر. اهـ.

(٢) قال في كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (١٦/ ١٦٧): وفي عيد الأضحى [سنة ٤٦٧ هـ] قطعت الخطبة العباسية والسلطانية من مكة، وأعيدت الخطبة المصرية - أي الفاطمية الباطنية.