مروان بن الحكم (ت 65 هـ)
  الفطرة، والفطرة هي كما أخبر الله تعالى في قوله ø: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}[الروم: ٣٠].
  ثم إن الحديث قال على سبيل الحصر والقصر في سبب ضلاله وخروجه عن مقتضى الفطرة: «حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه ...» إلخ.
  فإن قيل: الأبوان إنما فعلا ما فعلا بإرادة الله ومشيئته وقدره وقدرته.
  قلنا: الحديث عم كل مولود، فضلال الأبوين وكفرهما قد كان نتيجة لإغواء أبوي كل منهما.
  ومع ذلك فإن الأبوين، وإن أضلا ولدهما أو هوداه ... إلخ، فإن الولد غير مقيد بذلك الضلال، بل هو مطلق الاختيار متمكِّنٌ بما جعل الله له من العقل والسمع والبصر والقدرة من الخروج منه إلى الهدى، ومن المعرفة الكاملة والتمييز بين الحق والباطل، والهدى والضلال.
  ودليل ذلك ما نراه أو نسمعه عن مثل معاوية بن يزيد، وغيره ممن أسلم بعد الكفر، أو اهتدى بعد التوغل في الضلال، أو نجا بعد الارتطام في مهامه الخسران، وحبائل الشيطان.
  ***
  ٢٠ - وابنَ الطَّرِيدِ لأحمدٍ نصبوا ... مروان شُلَّت من يد الخَتْر
مروان بن الحكم (ت ٦٥ هـ)
  في الشافي [١/ ٤٨٢]: ثم قام بالأمر بعده [أي بعد معاوية بن يزيد] مروان بن الحكم، وهو طريد رسول الله ÷، وأبوه الحكم، وإيواء عثمان له ولأبيه أحد أحداثه التي عدّها عليه المسلمون فقتلوه لأجل ذلك، وهو الذي أشار على الوليد