شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

(المعتضد) أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل (ت 289 هـ):

صفحة 321 - الجزء 1

(المعتضد) أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل (ت ٢٨٩ هـ):

  المعتضد بالله، واسمه أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل، وهذا هو الثاني من المذكورين في البيت.

  بويع لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ٢٧٩ هـ في اليوم الذي مات فيه عمه المعتمد، وكانت وفاته يوم الأحد لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ٢٨٩ هـ.

  قال فيه أحد المؤرخين⁣(⁣١): كان المعتضد مهيباً شجاعاً، أسمر نحيفاً، معتدل الخَلق، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة من أفراد رجالات بني العباس وشجعانهم، وهو آخر خليفة أخذ بزمام الخلافة، فلم يرتفع للترك في عهده صوت، ثم أخذ أمرُ الخلفاء بعده في إدبار، فما إن مات حتى تقوض ما كان أرسى بناءه هو وأبوه الموفق فعاد للترك سلطانهم وطغيانهم، وعاد الخلع وسفك الدماء، وزادوا سمل الأعين.

  وكان من أسباب تدهور الخلافة انغماس الخلفاء في اللهو والترف، والإقبال على كل متاع وشهوة، بالإضافة إلى الإدمان على شرب الخمور، وارتكاب كل فُجُور، فكأن الخليفة لا يفكر إلاَّ في نفسه وملذاته، وكأنه ليس هناك جيوش تُعَدُّ للحرب بأسلحتها وعددها الكثير، وكأن ليس هناك رعية يقوم الخليفة على توفير مصالحها،


(١) هو المؤرخ أحمد شوقي ضيف (ت: ١٤٢٦ هـ) والمنقول هو من كتابه تاريخ الأدب العربي (ج ٤/ ١٨) أديب وعالم لغوي مصري، والرئيس السابق لمجمع اللغة العربية المصري، من مواليد محافظة دمياط، ألف حوالي (٥٠) مؤلفا، أهمها وأشهرها: سلسلة تاريخ الأدب العربي. استغرقت منه ثلاثين عاماً، شملت مراحل الأدب العربي منذ (١٥) قرناً من الزمان، من شعر ونثر وأدباء منذ الجاهلية وحتى عصرنا الحديث، بلغ عدد طبعات أول كتاب في السلسلة العصر الجاهلي حوالي (٢٠) طبعة. اهـ.