[لمحة عن خلافة الإمام الحسن السبط ثم بداية الملك العضوض]
  لتحقيق الفوز والفلاح، وأن أتباعه الفائزون، وفئته هم الصادقون، حماة الحق، ودعاة الصدق، الذين سلكوا مسلك عمار، واقتدوا به في ثباته مع مولاه وإمامه، والذي ما زال واقفاً في صفه، ثابتاً ثبات الجبال الرواسي في جنابه منذ أيامه الأول، متألما مما حصل من تنحيته بعد وفاة رسول الله ÷ عن الإمامة العظمى، وإقصائه عما هو به جدير وأولى، حتى حفظت عنه في تلك الأيام نفثةٌ من نفثات صدره، وشقشقة لم تقر مما انطوى عليه من مكنون سره، وذلك بيتاه المشهوران الذين ظهرا ظهور الشموس والأقمار، وارتجز بهما العشرات من رواة الحديث والآثار، وحدا بهما الكثير من نقلة السير والأخبار:
  يَا نَاعِيَ الإسْلَامِ قُمْ فَانْعِهِ ... قدْ ماتَ عُرْفٌ وبَدَا مُنْكَرُ
  مَا لِقُرَيْشٍ لا عَلا كَعْبُهَا ... مَنْ قَدَّمُوا اليَوْمَ وَمَنْ أَخَّرُوا
  ***
  قال شيخنا الناظم أيده الله:
  ١٥ - وَالسِّبْطُ مِنْ بَعْدِ الوَصِيِّ وَقَدْ ... دَسُّوا إِلَيْهِ السُّمِّ في السِّرِّ
  ١٦ - وَبِهِ انْقَضَى عَهْدُ الخِلافَةِ فَالـ ... ـمُلْكُ العَضُوضُ أتَى على الإِثْر
[لمحة عن خلافة الإمام الحسن السبط ثم بداية الملك العضوض]
  كان مولد الإمام أبو محمد الحسن بن علي سبط رسول الله وريحانته في الدنيا وسيد شباب الجنة كما في الحديث المتواتر بلا امتراء، المحكوم بإمامته قائماً وقاعداً - في المدينة المنورة في شهر رمضان عام ثلاثة من الهجرة على أصح الأقوال، بويع له لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة في الكوفة، وخرج منها في ذي الحجة حتى نزل المدائن، فخذله أصحابه ونفروا عنه وانتهبوا رداءه، وطعن في