اتفاق الحنابلة و الأشاعرة في أصول المذهب التقليدي
  بالعدل، وخلق القرآن، وعدم رؤية الله سبحانه وتعالى بالأبصار، وأن الإنسان يفعل أفعاله بقدرته وإرادته الخاصة، وذهب إلى مذهب متوسط - بزعمه - بين المعتزلة والجبرية.
  فقال: إن الله تعالى هو الذي يخلق أفعال الإنسان وهي للإنسان كسب.
  وقال: إن صفات الباري تعالى أزلية قائمة بذاته.
  وقال في القرآن: إن العبارات والألفاظ المنزلة دلالات على الكلام الأزلي، والدلالات محدثة مخلوقة، والمدلول قديم أزلي.
  ورفض دلالة العقل، فقال: إن معرفة الله تعالى لا تكون بالعقل؛ بل بالوحي والشرع ونصوص الكتاب والسُّنَّة.
  فالعقل عنده لا يوجب شيئاً، ولا يقتضي تحسيناً ولا تقبيحاً، فالواجبات عنده كلها إنما تجب بالسمع فقط. انتهى.
  قلت: كان هذا هو بداية المذهب الأشعري، ولم يكن له وجود قبل ذلك، وليس للأشعري فيما ذهب إليه سلف، و «شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار».
  هذا، ولم يبعد كثيراً ببدعته تلك عن المذهب الرسمي للدولتين، والجديد من بدعته التي ابتدعها هو صناعته لفلسفة جديدة كسا بها المذهب الموروث ثوباً جدياً، فأخرجه للناس في ذلك الثوب الجديد.
اتفاق الحنابلة و الأشاعرة في أصول المذهب التقليدي
  ومن هنا فإنك لا تجد خلافاً بين الحنابلة والأشعرية في أصول المذهب التقليدي العام، فهم متفقون جميعاً على أن الله سبحانه وتعالى هو خالق أفعال العباد الطاعة