شقاشق الأشجان شرح منظومة عقود المرجان،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الإمام يحيى بن زيد # واستشهاده (ت 125 هـ)

صفحة 209 - الجزء 1

  وكان قد عمل على الشراب على ظهر الكعبة - حرسها الله تعالى -، وأمر مجوسياً رَقَاها ليعمل قبّة للشراب عليها، فعُوجل بالانتقام قبل ذلك⁣(⁣١).

  واستهدف المصحف بالرمي استخفافاً بكتاب الله لما نظر فيه فخرج: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥ مِنْ وَرَاءِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦} ... الآية [إبراهيم]، فرماه وحرّقه بالنار وقال⁣(⁣٢):

  أتوعدني بجبّار عنيد ... فها أنا ذاك جبّار عنيدُ

  إذا ما جئتَ ربّك يوم حشرٍ ... فقل يا ربّ حرّقني الوليدُ

  انتهى من الشافي.

الإمام يحيى بن زيد # واستشهاده (ت ١٢٥ هـ)

  وفي أيام هذا الجبار العنيد قُتل الإمام يحيى بن زيد بن علي $ على يد جيش هذا الجبار، أصيب بنشابة في جبهته، وحُزَّ رأسه، وحُمِلَ إلى مروان بن محمد عامل ذلك الجبار، وصُلب على باب مدينة جوزجان إلى أن جاء أبو مسلم الخراساني فأنزله وغسله، وصلى عليه وقبره، ومشهده بـ (نبير)⁣(⁣٣) مشهور مزور، وكان قتله


(١) البداية والنهاية (١٠/ ٢)، مرآة الزمان (١١/ ٢٩٠).

(٢) ذكر استفتاحه ثم إنشاده هذه الأبيات في: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٧/ ٢٤١)، الكامل في التاريخ (٤/ ٣٠٧)، وفي كتاب البدء والتاريخ للمطهر المقدسي (٦/ ٥٣)، وأدب الدنيا والدين للماوردي (ص ٣١٧)، وتفسير القرطبي (٩/ ٣٥٠) ينسبه للماوردي، وفوات الوفيات في ترجمة الوليد بن يزيد (٤/ ٢٥٧) وله زيادة ترجمة في كتاب حياة الحيوان للدميري (١/ ١٠٧ - ١٠٩).

(٣) يوجد مقام في منطقة تسمى ميامي حالياً إلى الشرق من مدينة مشهد شرق إيران على بعد حوالي ٦٠ كيلومتراً منها، تم تجديده على المقام المنسوب إلى الإمام يحيى بن زيد #.