الثالث: (المستنجد) يوسف المقتفي (ت 566 هـ)
  وتوفي المقتفي في اليوم الثاني من ربيع الأول سنة ٥٥٥ هـ، ومنذ عهد المستكفي (٣٣٤ هـ) إلى هذا العهد الأمر كله بيد الديلم(١).
الثالث: (المستنجد) يوسف المقتفي (ت ٥٦٦ هـ)
  المستنجد بالله، واسمه يوسف بن المقتفي، وكنيته أبو المظفَّر، بويع له يوم مات أبوه المقتفي سنة ٥٥٥ هـ.
  وكان قافياً لآثارهم سالكاً في منهاجهم في إيثار الملاهي والمعاصي على أعمال الآخرة، غير مرتدع لزاجر، ولا منقاد لآمر؛ إلاَّ أنه كان أحزم ممن تقدمه.
  فإنه استخدم الجنود، وحارب ملوك العجم، واسترجع بعض ما كان خرج من أيدي من تقدمه، وكانت له هيبة وضبط وحزم.
  توفي المستنجد يوم السبت ثامن شهر ربيع الآخر سنة ٥٦٦ هـ، وذلك باختناقه في الحمام، وذلك أنه مرض فوصف له الحمام، فأدخل الحمام فلما دخل أغلقوا عليه الحمام حتى مات، وقد كان ذلك بمؤامرة من ولده وبعض أعوانه.
  وسماه شيخنا # بـ (الْمُثْري) لجمعه للأموال وادخارها على خلاف ما كان عليه من تقدمه من سلفه؛ فإنهم كانوا مغلوبين على أمرهم في تدبير شؤون الخلافة،
(١) قال في الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي (٣/ ٣٣): العصر العباسي الثاني (٢٣٢ - ٦٥٦ هـ) يمتد العصر العباسي الثاني أكثر من أربعة قرون، وقد قسم المؤرخون هذه الفترة إلى أربعة عصور رئيسية هي:
١ - عصر نفوذ الأتراك (٢٣٢ - ٣٣٤ هـ).
٢ - عصر البويهيين (٣٣٤ - ٤٤٧ هـ).
٣ - عصر السلاجقة (٤٤٧ - ٥٩٠ هـ).
٤ - عصر ما بعد السلاجقة (٥٩٠ - ٦٥٦ هـ).