الأول: (المستضي) الحسن بن يوسف (ت 575 هـ)
  وجمع المال، وجباية الخراج والمكوس لا سلطان لهم على ذلك، ولا تصرف لهم فيه.
  فلما جاء المستنجد أعاد للخلافة بعض هيبتها، فجمع الأموال، وجنَّدَ الجنود، واستقل بتدبير شؤونها، وتحرر من ملوك العجم، غير أنه لم يكن تحت سلطته إلا بعض بلاد العراق.
  أما سائر البلاد الإسلامية فقد تحولت إلى ممالك ضعيفة، لكل مملكة سلطان يحميها، فمن هنا صارت بلاد الإسلام عُرْضَة لغزو الطامعين، ولُقْمَة سائغة للآكلين(١).
  فلحق المسلمين بسبب ذلك من البلاء شيءٌ عظيم، وجاءهم العدوُّ من كل مكان، فغزاهم من الشرق التتر، ومن الشمال والغرب الروم والإفرنج، وهذا بالإضافة إلى ما لحقهم من الحروب الداخلية فيما بينهم.
  ***
  ٦٤ - والمستضي أعماه ناصرهم ... أصلاه في الحمَّام بالحرِ
  ٦٥ - وهو ابنه فاعْجب لِبِرِّهِمُ ... شِنْشِنَةٌ ليست بذي بِكْر
  في هذين البيتين اثنان من طغاة بني العباس:
الأول: (المستضي) الحسن بن يوسف (ت ٥٧٥ هـ)
  المستضيء، وهو أبو محمّد الحسن بن يوسف، بويع له يوم توفي والده المستنجد ثامن شهر ربيع الآخر سنة ٥٦٦ هـ، وقد كان على منهاج من سبقه، فلم يدع طريقة من طرائقهم في فعل المعاصي وارتكاب المنكرات والملاهي والشهوات إلا سلكها.
  ومات في اليوم الثاني من ذي القعدة سنة ٥٧٥ هـ.
(١) قد قدمنا للقارئ الكريم شيئاً من التمزق والتشرذم في أغلب عواصم البلاد الإسلامية إن لم تكن كلها فلتراجع في هامش ص ٣٣٣.