أبو جعفر الملقب بالمنصور
  اضطروا إلى انتهاج سنن معاوية وبني أمية من أجل المحافظة على سلطانهم، ومن أجل أن نُبيِّن للقارئ أمثلةً من صلب عقيدة أولئك لينظر فيها الناظر، ويبحث عما وراءها من عقائدهم، والله المستعان، ولا حول ولا قُوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.
  ***
  ٤٠ - وأَخُوهُ مَخْذُولُ الطُّغاةِ عَتَا ... وَيْلَ الشَّقِيِّ غَداً لَدَى الْحَشْر
أبو جعفر الملقب بالمنصور
  عبد الله بن محمد بن علي - السفاح الثاني - (ت ١٥٨ هـ):
  هذا هو الخليفة الثاني من خلفاء بني العباس، واسمه كاسم أخيه السفّاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
  في الشافي [١/ ٥١٣]: بويع له يوم مات أخوه، وكان يومئذٍ بمكة، وقام عمه عيسى بن علي ببيعته، وأتته الخلافة وهو بطريق مكة بالصافية، فقال: صفا لنا الأمر إن شاء الله تعالى.
  وتوفي عند بئر ميمون على أميال من مكة في يوم السبت السادس من ذي الحجة سنة ١٥٨ هـ، وكان أبو جعفر يكنى: أبا الدوانيق؛ لحرصه على جمع المال.
  وكان لا يفي بالذمة، ولا يلتزم العقد، ويخدع في العهد، ويعدّ ذلك حزماً، وكان يُعَجِّز أخاه في ترك بعض الغدرات، وإن كان قد فعل ما في بعضه كفاية، من قتل ابن هبيرة، وقتل أبي سلمة الخلال الذي وطد الملك، وكانوا يسمونه وزير آل محمد، وقتل سليمان بن كثير صاحب الدعوة بخراسان، إلى غير ذلك.
  فلما قام أبو جعفر غلب السيل الوشل، وزاحت عن العذر العلل، فقتل أبا مسلم بعد ما لا يحصى من العهود، وكذلك عمه عبد الله بن علي، وحاول قتل